الغمش



الغمش، أو كسل العين، هو حالة مرضية تُصيب العين خلال الطفولة، فتكون الرؤية في عين أضعف منها في العين الأخرى. وقد يعاني الطفل من كسل العين حتى وِإنّ كان لا يعاني من أي مشاكل بصرية أخرى. ولأن هذا المرض يُمكن أن يتسبب للطفل بمشاكل خطرة ودائمة، فإن إجراء فحص دوري للعيون بشكل منتظم ضروري لضمان سلامة الرؤية.

ما هي أسباب كسل العين؟

يُعتبر الاختلاف الكبير في القدرة على التركيز ما بين عين وأخرى السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بكسل العين. فيُمكن أن يكون الاختلاف بين العينين كبيراً نتيجة إصابة إحداهما ببعد النظر أو باللابؤرية (خلل في شكل العين). وفي الحالتين يفضّل الدماغ رؤية الصور من خلال العين التي توفّر رؤية أوضح ويهمل الصورة الناتجة عن العين الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة ضعف الرؤية في العين المهملة.

إلى جانب ذلك، فإن اختلال وضعية العينين، أو الحوَل، من الأسباب الأُخرى للإصابة بكسل العين. ففي هذه الحالة يفضّل الدماغ صور العين المستقيمة ويهمل صور العين الأُخرى، مما يؤدي إلى تضاؤل الرؤية في تلك العين.

وتعود أسباب كسل العين الأُخرى إلى وجود ما يحجب خط البصر في العين. وقد يحدث ذلك نتيجة الإصابة، على سبيل المثال، بإعتام عدسة العين (الساد)، وهو عبارة عن غشاوة في الرؤية، أو ورم داخل العين، أو نتيجة تعرض العين لحادث يؤدي إلى نزف الدم داخلها أو إصابة سطح العين الأمامي، والذي يُعرف بقرنية العين، بندب ما. وجميع هذه الحالات قد تؤدي إلى غشاوة خط البصر، مما يدفع بالدماغ في النهاية إلى تفضيل صور العين السليمة.

كما يمكن أن يصيب هذا المرض العينين الاثنين في حال كانت الصور المنعكسة ضبابية لسببٍ معين. إذ يُمكن أن تؤثر ضبابية الرؤية في العينين على التحفيز البصري للدماغ، مما قد يؤدي إلى إضعاف الرؤية بشكلٍ دائم.

كيف يتم تشخيص كسل العين؟

يقوم طبيب الأطفال أو المسؤول عن البرنامج المدرسي للعناية بسلامة النظر لدى الأطفال بالتحقق من ثلاثة أمور ذات صلة بصحة عيني الطفل، وهي:

  • هل تسمح عينا الطفل بمرور الضوء عبرهما بشكلٍ كامل؟
  • هل القدرة على الرؤية جيدة ومتساوية في العينين؟
  • هل تتحرك العينان بشكلٍ سليم؟ وهل وضعيتهما متوازية؟
  • قد ينصح طبيب الأطفال أو ممرض المدرسة بمراجعة الطبيب المختص بطب عيون الأطفال عند ملاحظة أي مشكلة تتعلق بحركة العينين، مثل عدم مرور الضوء بشكل طبيعي أو عدم تساوي الرؤية بينهما أو وجود مخاوف بشأن حركتهما.

    من جهته، يلجأ طبيب العيون إلى:

  • فحص كفاءة الرؤية لدى الطفل واستقامة العينين وسلامة حركتهما
  • فحص العينين من الأمام والخلف للتأكد من سلامتها
  • قياس قوة التركيز في العينين
  • يُمكن في بعض الحالات الكشف عن مشاكل الرؤية قبل إصابة الطفل بكسل العين. ولكن في أغلب الأحيان، يعاني الطفل المصاب بهذا المرض من تفاقم مشاكل الرؤية لديه بحلول وقت مراجعة طبيب العيون.

    ما هي طرق معالجة كسل العين؟

    تتوفر العديد من الطرق لمعالجة هذا المرض. لكن من الضروري البدء بالمعالجة بأسرع وقت ممكن بعد التشخيص، لأن الروابط بين الدماغ والعين تكون لا تزال قيد النمو في مرحلة الطفولة.

    ويكون العلاج أكثر فعالية قبل بلوغ الطفل السادسة، وممكن أن يكون فعالاً لغاية عمر العاشرة. من جهته، يفسّر الطبيب للأهل طرق المعالجة الملائمة وفقاً لسبب الإصابة بالمرض. وتتضمن بعض طرق علاج كسل العين الأكثر شيوعاً:

  • النظارات الطبية: النظارات الطبية هي الخيار العلاجي الأول للطفل الذي يُعاني من كسل العين الناتج عن تفاوت النظر بين العينين أو عن أحد أنواع الحوَل. ويجب على الطفل ارتداء النظارات الطبية طوال الوقت خلال النهار، باستثناء أوقات الاستحمام والنوم.
  • وضع الرقعة على العين السليمة: إن إجبار الدماغ على بدء استخدام العين المصابة بالكسل بدلاً من العين السليمة هو العلاج الأكثر شيوعاً. ويتم ذلك من خلال وضع رقعة على العين السليمة لبضع ساعات كل يوم. هذا الأمر يُجبِر الدماغ على استخدام الصورة الآتية من العين الكسولة. بشكل تدريجي تُعزز هذه الطريقة قوة العين المصابة وتُحسن من قدرتها على الرؤية. على الرغم من أن الطفل قد يعاني من صعوبة في الرؤية بالعين التي تعاني من الكسل في البداية وهو يضع الرقعة على العين الجيدة، لكن نظره سيتحسن في النهاية. وقد يستغرق هذا العلاج عدة أشهر أو حتى سنوات، إلى أن يقرر الطبيب أن الطفل استعاد الرؤية في العين المصابة إلى أقصى حدٍّ ممكن، عندئذ لا حاجة لوضع الرقعة.
  • قطرات العين: قد يوصي الطبيب في حالات كسل العين البسيطة بوضع قطرة "الأتروبين" في العين السليمة بدلاً من تغطيتها بالرقعة. فالأتروبين يضيف غشاوة على رؤية الأجسام القريبة فقط، ويضعف تأثيره على رؤية الأجسام البعيدة. لذا، فإن قطرات "الأتروبين" تعمل تماماً كرقعة العين، فتُجبِر العين المصابة على تولي معظم عملية الرؤية، مما يؤدي إلى تقوية عملها مع الوقت.
  • العملية الجراحية: ينصح الطبيب باللجوء إلى العملية الجراحية في عددٍ قليل من الحالات، أبرزها عدم فائدة النظارات الطبية وحدها في علاج الحوَل، أو عدم انتظام تركيز العينين. كما يلجأ الطبيب إلى العملية الجراحية في حال وجود ما يحجب خط البصر داخل العين مثل إعتام عدسة العين.
  • يناقش الطبيب العلاج الأنسب للطفل مع الأهل.

    ما المتوقع في حال كان الطفل يعاني من كسل العين؟

    يستعيد معظم الأطفال القدرة على الرؤية الطبيعية في العين المصابة في حال الكشف عن المرض ومعالجته في وقتٍ مبكر. ولكن تصعب معالجة كسل العين إلى حدٍّ كبير لدى الأطفال الأكبر. ففي بعض الحالات يكون المرض شديدًا قبل بدء العلاج، بالتالي قد لا تتحسن الرؤية لدى المريض بشكلٍ كامل.

    وفي حال خسارة الرؤية بشدّة في العين التي تعاني من الكسل، قد يكون من المستحيل أن يستعيد المريض الرؤية الكاملة فيها. ولكن من الضروري، في جميع الحالات، إكمال العلاج إلى أن تتوقف عملية تحسّن الرؤية.

    ومن المهم جداً الالتزام بنصائح الطبيب الخاصة بالعلاج. من الطبيعي أن يكون إجبار الطفل على وضع رقعة العين كل يوم صعباً. ولكن العلاج بقطرات "الأتروبين" يوفر فرص الشفاء للمزيد من الأطفال المصابين بكسل العين.

    متى ينبغي أن يخضع الطفل لفحص العينين؟

    غالباً ما يصاب الطفل بكسل العين قبل ظهور أي علامة واضحة على وجود خلل ما في العين. لهذا السبب من الضروري أن يفحص الطبيب عيون حديثي الولادة والأطفال الصغار بصورة دورية منتظمة.

    وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن يخضع الأطفال لفحوص العيون في المراحل التالية:

  • قبل بلوغ الشهر الثالث من العمر
  • ما بين الشهر السادس والسنة
  • في عمر الثلاث سنوات
  • في عمر الخمس سنوات
  • ويزيد خطر إصابة الأطفال بكسل العين إذا كانت هناك إصابات سابقة في العائلة. لذا يُنصح الأهل بإجراء فحص لعيون الطفل بسرعة إذا كانت لديهم أي مخاوف تتعلق باحتمال إصابته بكسل العين.

     اعتام عدسة العين؟



    ماهي المياه البيضاء؟

    Cالمياه البيضاء هي عبارة عن غشاوة تصيب عدسة العين التي تكون صافية في الحالات الطبيعية. وتؤدي هذه الغشاوة إلى إضعاف الرؤية، وقد تختلف درجتها ونمطها داخل عدسة العين من شخص لآخر.

    اعراضها:

    المياه البيضاء هي عبارة عن تغيير طبيعي في العين نتيجة التقدم في السن، وغالباً ما تتشكل الغشاوة ببطء وتتسبب ببعض الأعراض التي تشمل:

  • رؤية ضبابية أو مغشاة أو معتمة
  • حساسية خفيفة للضوء أو الوهج (خاصةً لأضواء السيارات أثناء القيادة ليلا)
  • الحاجة إلى تغيير النظارات (قُصر النظر المفاجئ)
  • ازدواجية الرؤية في إحدى العينين
  • الحاجة إلى ضوء أكثر قوّة عند القراءة
  • ضعف الرؤية في الليل
  • تغيّر في طريقة رؤية الألوان، وخاصة اللون الأصفر
  • أسبابها:

    تشبه العين آلة التصوير إلى حد كبير، إذ تدخُل أشعة الضوء عن طريق الجزء الأمامي من العين، لتمر عبر القرنية والبؤبؤ والخلط المائي (أي السائل عديم اللون الموجود في الجزء الأمامي من العين) لتصل إلى عدسة العين. تقوم العدسة بكسر أشعة الضوء ليتم تركيز الأجسام على الشبكية الواقعة في الجزء الخلفي من العين. بعد ذلك، تقوم الشبكية والعصب البصري والدماغ بمعالجة الصور حتى تتشكل الرؤية.

    ينتج مرض المياه البيضاء عن تجمع البروتينات في عدسة العين. فهذه البروتينات تؤدي إلى غشاوة على العدسة وتمنع الضوء من المرور عبرها، مما يؤدي إلى فقدان بعض القُدرة على الرؤية.

    كما قد ينتج هذا المرض عن:

  • اضطرابات جينية (أي وراثية)
  • مشاكل صحية مثل مرض السكري
  • تناول أدوية معينة.
  • تعرض العين لإصابة أو أذى
  • ومن العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى تفاقم المياه البيضاء: التدخين، وتلوث الهواء، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

    التشخيص:

    يجري طبيب العيون فحصاً دقيقاً للعينين للتحقق من الإصابة بالمياه البيضاء وأي حالة أخرى قد تتسبب في عدم وضوح الرؤية.

    ويتمكن الطبيب من خلال هذا الفحص من معرفة مدى الضعف الذي أصاب الرؤية. فإذا كان الضرر قليلاً، قد يوصي الطبيب بوضع النظارات الطبية (بما فيها النظارات ثنائية البؤرة) أو أدوات التكبير أو العدسات اللاصقة وغيرها من الوسائل البصرية الأخرى.

    العلاج:

    يمكن تحسين القدرة على الرؤية بسهولة في المراحل المبكرة للإصابة بالمياه البيضاء عن طريق تغيير النظارات الطبية. ولكن قد يتفاقم المرض بمرور الوقت، ولن يكون من الممكن معالجة ضبابية الرؤية وغيرها من الأعراض بمجرد تغيير النظارات الطبية، وسيتوجب إجراء عملية جراحية لاستعادة القدرة على الرؤية الواضحة.

    متى ينبغي إجراء الجراحة؟

    يجب اللجوء إلى العمل الجراحي عندما تؤدي المياه البيضاء إلى فقدان القدرة على الرؤية بشكل كبير بحيث تؤثر على قيام المريض بالنشاطات اليومية المهمة، مثل القراءة أو قيادة السيارة أو ممارسة الأنشطة الترفيهية كالغولف أو التنس. وفي بعض الأحيان، تُعتبر جراحة إزالة المياه البيضاء ضرورية لتقييم الحالات الأخرى التي تُصيب العين مثل التغيرات في الشبكية الناجمة عن التقدم في العمر أو الإصابة بمرض السُكري ومعالجتها. وفي هذه الحالات، يمكن لطبيب العيون أن يساعد المريض على اتخاذ القرار المناسب.

    كيف تُجرى جراحة إزالة المياه البيضاء؟

    يتم إجراء جراحة إزالة المياه البيضاء في العيادات الليزرية تحت تأثير التخدير السطحي. وأثناء الجراحة ومن خلال ثقب صغير جدا، يتم تفتيت عدسة العين الضبابية باستخدام الأمواج الصوتية عالية التردد أو الأمواج فوق الصوتية، ثم يتم شفطها من العين بعملية تدعى استحلاب عدسة العين. وتُستبدل العدسة الضبابية بعدسة بلاستيكية شفافة يتم اختيارها لتناسب عين المريض وتُزرع داخل العين حتى يتمكن المريض من استعادة قُدرته على الرؤية الطبيعية. ولا يُمكن إزالة المياه البيضاء من العينين في الوقت نفسه لأن ذلك يتطلب إجراء عمليتين جراحيتين منفصلتين. كما يُمكن في جِراحات المياه البيضاء استخدام نوع من الليزر يعتمد على إرسال ومضات سريعة جداً خلال مدة قصيرة جداً (أي جزء من مليون مليار جزء من الثانية)، وقد يؤدي هذا إلى نتائج مماثلة للامواج الصوتية الليزرية.

    ما هي التطورات المتوقعة بعد الجراحة؟

    بعد الجراحة، من الطبيعي أن يشعر المريض بالحكة وبعض التوعك الخفيف. قد ينصحه الطبيب بتناول مسكنات الألم مثل بنادول أو باراسيتامول. كما قد يُعاني من إفرازات سائلة مؤقتة من العين وحساسية للضوء لفترة قصيرة. إلى جانب ذلك، سيحتاج المريض إلى استخدام قطرات العين لبضع أسابيع بعد الجراحة لتسريع عملية الشفاء والحد من الالتهابات والسيطرة على مُستوى الضغط داخل العين. كما سيتوجب عليه تجنب النشاطات المجهدة، كرفع الأشياء الثقيلة، أو النشاطات التي قد تؤذي العين لعدة أسابيع. ولكن يُمكن للمريض ممارسة نشاطاته العادية غير المجهدة في اليوم التالي للجراحة، بما في ذلك الانحناء والرفع والقراءة وقيادة السيارة.

    متى تتحسن الرؤية بعد الجراحة؟

    العملية هي للتخلص من المياه البيضاء وليس النظارة. تتحسن قُدرة معظم المرضى على الرؤية في العين التي تم إجراء العملية الجراحية فيها بعد أسبوع تقريباً. وقد يظل المريض بحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية بعد الجراحة.

    هل تعتبر جراحة المياه البيضاء آمنة؟

    تُجرى نحو 98 في المئة من جراحات المياه البيضاء سنوياً من دون حدوث مضاعفات خطرة. ورغم ذلك، يُنصح باستشارة طبيب العيون حول المخاطر المحتملة.

    ما مدى نجاح جراحة إزالة المياه البيضاء مع زرع العدسة؟

    جراحة المياه البيضاء مع زرع العدسة هي من أكثر الجراحات التي يخضع لها المرضى، واعدادها بالملايين في العالم. كما أن أكثر من تسعة من أصل 10 أشخاص خضعوا لجراحة الساد استعادوا رؤيتهم بشكل ممتاز.

    ما هي الآثار الجانبية طويلة الأمد لجراحة اعتام عدسة العين؟

    تكون عدسة العين التي تم زرعها جراحياً دائمة ولا حاجة لاستبدالها مدى الحياة. ولكن في بعض الحالات النادرة قد تظهر غشاوة على العدسة المزروعة بعد الجراحة بأشهر أو سنوات، ويُمكن في ذلك الوقت إجراء جراحة الليزر في عيادة الطبيب لعمل ثقب صغير في محفظة العدسة المزروعة لاستعادة الرؤية الطبيعية.

    هل يُغطي التأمين الصحي تكلفة جراحة المياه البيضاء؟

    تغطي معظم برامج التأمين الصحي كلفة جراحة إزالة اعتام عدسة العين (عملية المياه البيضاء و زراعة العدسة)

    هل يُمكن الوقاية من مرض اعتام عدسة العين؟

    لم يتم التوصل إلى الأسباب الدقيقة للإصابة بهذا المرض لذلك لا توجد طريقة مؤكدة للحد من حدوثه.

    جفاف العينين



    ما هو جفاف العينين؟

    تعتمد العين على الغشاء الدمعي الذي يعمل على ترطيبها بصورة مستمرة، مما يحافظ على صفاء الرؤية والشعور بالراحة. ويحتوي الدمع على:

  • ماء، للترطيب
  • زيوت تجعل العين زلقة، وتمنع تبخّر السوائل الدمعية
  • مادة مخاطية لتوزيع الدمع بالتساوي على سطح العينين
  • أجسام مضادة وبروتينات خاصة لمقاومة الالتهابات
  • تفرد غدد خاصة حول العين هذه المكونات. ويكون الشخص مصابًا بجفاف العينين عندما يعاني من خلل أو قصور في النظام الدمعي أو من تبخّر الدمع بسرعةٍ فائقة.

    وعندما لا يعمل الدمع على ترطيب العين بشكلٍ كافٍ قد يعاني المريض من الأعراض التالية:

  • كثرة الدموع
  • تثاقل في الجفون
  • ألم
  • حرقة في العينين
  • الشعور بوجود حبات رمل أو أجسام غريبة داخل العين
  • حَكّة
  • احمرار العينين وضبابية الرؤية
  • وقد يلاحظ المريض المصاب بجفاف العينين أحياناً نزول كمية كبيرة من الدمع على الخدين، ما يجعله يشعر بالإرباك والحيرة. ويحدث ذلك عندما تفتقر العين إلى ما يكفي من الترطيب. لذا ترسل العين إشارة عبر الجهاز العصبي ليزودها الجسم بالمواد الغذائية اللازمة لترطيبها. واستجابة لذلك، تفيض العين بما يسمى بدمع الطوارئ.

    لكن هذا الدمع يحتوي في مجمله على الماء، ويفتقر لعناصر الترطيب أو التركيبة الغنية الموجودة في الدمع الطبيعي. وهو يعمل على غسل العين وإزالة الأوساخ منها، لكنه لا يغلف سطحها بالشكل المطلوب. إضافة إلى ذلك، يصل دمع الطوارئ عادةً إلى العين متأخرًا للغاية، مما يدفع العين إلى إعادة تكوين نفسها، ويكون الخضوع للعلاج المناسب ضرورياً.

    الأسباب:

    يعاني غالبية المصابين بجفاف العين من التهاب مزمن (تورم) في الغدد الدمعية المبطنة للجفون وفي الملتحمة، أي البطانة الرقيقة التي تغطي الجزء الداخلي للجفون والجزء الأمامي للعين. ومثل التهاب الركبة أو الرئتين أو الكبد، قد يلحق هذا الالتهاب المزمن ضرراً دائماً في نسيج الغدة الدمعية لدرجة يصبح فيها العلاج غير فعال.

    إضافة إلى اختلال توازن نظام تدفق الدمع، يمكن أن ينتج جفاف العين عن جفاف الغشاء الدمعي. ويمكن لهذه الحالة أن الذي تتفاقم نتيجة التعرض للهواء الجاف من وحدة تكييف الهواء أو الحرارة أو أي عوامل مناخية أخرى. كما يعاني العديد من المرضى من العد الوردي للعين أو من خلل في غدد الجفن الواقعة على حافة الجفن التي من المفترض أن تنتج الزيوت التي تمنع تبخر الدمع. لذا، عندما يكون المريض مصاباً بجفاف العين والعد الوردي للعين معاً، يقل إفراز الدمع عنده ويتبخر الدمع المفرز بشكلٍ سريع.

    العلاج:

    ينبغي استشارة طبيب العيون حول الخيارات العلاجية المتاحة. ففي بعض الحالات يكون جفاف العين ناجماً عن الإصابة بمرض آخر أو حالة مرضية أخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي أو مرض الذئبة الحمراء. وفي هذه الحالة ينبغي معالجة المرض العام غير الموضعي لتخفيف جفاف العينين.

    وفيما يلي بعض الطرق العلاجية الشائعة لجفاف العينين:

    قطرة العين سايكلوسبورين" أ" الموضعية (المعروفة تجارياً باسم رستاسيس)

    توضع هذه القطرات بمعدل مرتين إلى أربع مرات في اليوم في كل عين لمعالجة التهاب الغدد الدمعية، كي تتمكن من إفراز المزيد من الدمع بجودةٍ أفضل. وعادة ما تستخدم هذه القطرات لفترة تتراوح ما بين شهر وأربعة أشهر قبل أن تخف أعراض جفاف العينين وعلاماته. وقد تبيّن أن هذه القطرات آمنة، فأثرها الجانبي الرئيسي هو الشعور بوخز عند وضعها في العين، وهو شعور يخف مع مواصلة العلاج. إلى جانب ذلك، يقوم طبيب العيون أحياناً بمعالجة المريض بقطرات الكورتيكوستيرويد لمدة أسبوعين قبل البدء بقطرات السيكلوسبورين" أ"، وذلك لتعجيل العلاج ولتقليل الشعور بالوخز. لكن لا يمكن استخدام قطرات الكورتيكوستيرويد لمدة طويلة لأنها تسبب الإصابة بإعتام عدسة العين والماء الزرقاء.

    المراهم وقطرات الدمع الاصطناعي

    يُعتبر استخدام الدمع الاصطناعي علاجًا مُلطّفاً يُساعد على تخفيف الأعراض لبضع دقائق، لكنه لا يُعالج سبب الإصابة بجفاف العين. يمكن شراء قطرات الدمع الاصطناعي من دون وصفة طبية. كما أن بعض القطرات قد لا تكون مناسبة لجميع المرضى، لذا قد يضطر المريض لتجربة عدد منها إلى أن يجد القطرات التي تُناسبه. وإذا كان المريض يعاني من جفاف العين المزمن، فمن الضروري مواصلة أخذ القطرات حتى بعد تحسن العين، لإبقائها رطبة. كما يمكن استعمال مرطّب أو مَرهَم العين في الليل في حال المعاناة من جفاف العينين عند النوم. أما المريض الذي يُعاني من العد الوردي للعين (ocular rosacea) بالإضافة إلى جفاف العين، فيمكنه الاستفادة من الأنواع الجديدة من قطرات الدمع الاصطناعي التي تحتوي على دهون تُساعد على منع تبخُر الدمع. وإذا كان المريض يضع قطرات الدمع الاصطناعي بمُعدل 4 مراتٍ أو أكثر في اليوم، يجب أن يختار أنواعًا خالية من المواد الحافظة التي قد تُفاقم حالته.

    الإغلاق المؤقت لمجرى الدمع

    قد يكون من الضروري أحياناً سدّ أقنية تصريف الدمع من العين. ويتم ذلك عبر إجراء غير مؤلم يتضمن إدخال سدادة في قناة الدمع في الجفن السفلي، وهي سدادة تتحلل سريعاً. يعتبر هذا الإجراء مؤقتاً، ويتم لتحديد ما إذا كانت السدادات الدائمة قد تفيد في تخفيف أعراض المرض وعلاماته.

    الإغلاق الدائم لمجرى الدمع

    في حال أثبتت السدادات المؤقتة فعاليّتها أو تبيّنت أهمية إغلاق مجرى الدمع لسلامة عين المريض، قد يتم استخدام سدادات دائمة مصنوعة من السيليكون. ويلجأ بعض الأطباء إلى استخدام هذه السدادات مباشرة من دون اللجوء إلى السدادات المؤقتة. تقوم السدادات الدائمة بحبس الدمع في المنطقة المحيطة بالعين طالما أنها مثبتة في مواقعها، لكن من الممكن إزالتها. وفي حالات نادرة قد تنفصل السدادات من موضعها من تلقاء ذاتها وتخرج أو تنزل إلى أسفل قناة الدمع. كما أن العديد من المرضى يشعرون بتحسن عند استخدام السدادات التي تقلل أيضاً من الحاجة إلى استخدام قطرات الدمع الاصطناعي.

    الجراحة

    يُمكن إغلاق المجاري أو القنوات التي تصرّف الدمع إلى الأنف بشكل دائم إذا لزم الأمر، وذلك للحفاظ على وفرة الدمع حول العين. ويتم هذا اتباع هذا الإجراء بعد وضع المنطقة تحت تأثير التخدير الموضعي من دون الحاجة لمكوث المريض في المستشفى بعد الخضوع للجراحة. وينبغي للمريض أن يستخدم قطرات السايكلوسبورين "أ" لمدة لا تقل عن 6 أشهر قبل وضع السدادات الدائمة، للتأكد من أنه لا يُعاني من حالة الدُماع، أي الإفراز المفرط للدمع، أثناء معالجة التهاب العين الجافة، إذ تنتج الغدد كمية كبيرة من الدمع.

    قطرات العين من مصل ذاتي

    يمكن في حالات جفاف العين الشديدة إعداد دمع اصطناعي من مصل المريض نفسه لوضعه في العين بمعدل ست إلى ثماني مرات في اليوم. وبالرغم من فاعلية هذا العلاج إلا أن تكلفته عالية، والتأمين الصحي لا يغطيها.

    يمكن أيضاً تخفيف الأعراض عن طريق اتباع المريض الخطوات التالية:

  • ترطيب غرفة النوم حتى تبلغ نسبة الرطوبة فيها 40 في المئة على الأقل عند نومه وذلك لقلة إفراز الدمع في هذا الوقت. ويمكنمعرفة رطوبة الغرفة بوضع جهاز قياس الرُّطوبة على الطاولة. وقد تكون الرطوبة متدنية جداً، أي أقل من 25 في المئة خلال الشتاء عند تشغيل جهاز التدفئة، مما قد يزيد من حدّة الحالة.
  • تناول الأحماض الدهنية ألفا أوميغا أو زيت السمك أو زيت بذور الكتان لتحسين حالة جفاف العين.
  • أخذ فترات راحة متكررة عند القيام بأعمال تتطلب تركيزاً عميقاً، مثل استخدام الكمبيوتر أو القراءة، كما ينبغي الحرص على تحريك الرموش بشكل مُتكرر.
  • استخدام قطرات الدمع الاصطناعي بشكل متكرر.
  • ارتداء نظارات عند مغادرة المنزل لحماية العينين من الرياح وأشعة الشمس.
  • يمكن للأعراض أن تتراجع بشكل ملحوظ مع اتباعات هذه الخطوات.

    ضعف الرؤية



    ضعف الرؤية هو فقدان القدرة على الرؤية بطريقة غير قابلة للتصحيح باستخدام النظّارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو بعد الخضوع لعملية جراحية. ولا يُعَدّ هذا النوع من ضعف الرؤية عمىً تامًّا، إذ يظل هنالك قدر بسيط من البصر يمكن تحسينه أحيانًا باستعمال الوسائل البصرية المساعدة.

    علاوةً على ذلك يَشمل ضعف الرؤية أنواعًا مختلفة من فقدان البصر تتراوح بين البُقَع العمياء وضعف الرؤية الليلية، المعروف باسم "العشى الليلي"، والمشاكل المُتأتية عن الضوء الساطع وحتى فقدان النَّظر التام تقريبًا. والجدير بالذكر أن ضعف الرؤية يصنف إلى نوعين، وهما:

  • الإبصار الجزئي: حيث يتمتّع الشخص برؤية حدتها تتفاوت بين 70/20 و 200/20 باستخدام العدسات التقليدية التي يصفها الطبيب.
  • العمى الكامل: حيث يتمتع الشخص بِحِدّة إبصار لا تزيد عن 200/20 باستخدام عدسات تصحيح تقليدية، أو مجال رؤية محدود يقلّ عن 20 درجة عَرضيًا.
  • ويفيد قياس نسبة الرؤية في توصيف حِدَّة الإبصار أو وضوح الرؤية على بعد 6 أمتار (20 قَدَمًا)، عن شيء ما. فعلى سبيل المثال إذا تمتع الشخص بنسبة رؤية تبلغ 70/20 يعني ذلك أنَّ بإمكانه أن يرى على بُعد 6 أمتار (20 قَدَمًا) التفاصيل التي يراها شخص آخر يملك رؤية طبيعية على مسافة 21 مترًا (70 قَدَمًا).

    وتجدر الإشارة إلى أن الجميع معرضون للإصابة بضعف الرؤية حيث أنَّه ينجم عن جملة من الحالات المرضية والإصابات. ونظرًا للاضطرابات المتعلقة بالتقدّم في السِّن، مثل التَّنَكُّس أو ما يسمى بالضمور الْبُقَعي والمياه الزرقاء، يكون ضعف الرؤية أكثر شيوعًا لدى البالغين فوق سِنّ ال 45 عامًا، كما يزداد شيوعًا بعد عمر ال 75 عامًا. فعلى سبيل المثال يُعاني واحد من بين كل 6 أشخاص ممن تجاوزا سن ال 45 عام، وواحد من بين كل 4 أشخاص ممن هم فوق سِنّ ال 75 عام من ضعف الرؤية.

    ومن أكثر أنماط ضعف الرؤية شيوعًا ما يأتي:

  • فقدان الرؤية المركزية: ظهور بقعة عمياء في مركز رؤية العين.
  • فقدان الرؤية الجانبية (المحيطية): وهو فقدان القدرة على رؤية أيّ شيء يقع ضمن زوايا أو جانبيّ العينين، أو فوق أو تحت مستواهما، علمًا أنّ الرؤية المركزية تبقى سليمة رغم ذلك.
  • العَمى الليلي (العشى الليلي): عدم القدرة على الرؤية في الأماكن شحيحة الإضاءة كالمسارح، وكذلك في الأماكن الخارجية ليلًا.
  • الرؤية المشوّشة أو المغَوَّشة: حيث تبدو الأشياء القريبة والبعيدة خارج التركيز البؤري.
  • الرؤية الضبابية: حيث يبدو كامل مجال الرؤية مغطّى بغشاوة رقيقة أو ضوء ساطع.
  • ما أسباب ضعف الرؤية؟

    قد ينجم ضعف الرؤية عن سبب واحد أو أكثر، وعادةً ما تنجم هذه الأسباب عن الاضطرابات أو الإصابات التي تصيب العَيْن، أو عن مرضٍ يؤثر على الجسم بِرُمَّته. ومن أكثر أسباب ضعف الرؤية شيوعًا التَّنكس أو الضمور البقَعي المرتبط بتقدّم السن والسكري، وإعتام عدسة العين فيما يعرف بالساد. إضافة إلى ما سبق، قد يكون ضعف الرؤية ناجمًا عن الإصابة بسرطان العين أو البرص أو التعرض لإصابة في الدماغ، حيث يرتفع احتمال الإصابة بضعف الرؤية على خلفية الإصابة أو احتمال الإصابة بهذه الاضطرابات.

    كيف يتم تشخيص ضعف الرؤية؟

    يمكن لأخصائي العناية بالعيون إجراء فحص العينين لتشخيص الإصابة بضعف الرؤية. بالإضافة إلى ذلك، على المريض تحديد موعد مع طبيب مختص بأمراض العيون إذا كان يعاني من مشاكل تُسبب ضعف الرؤية أثناء مزاولة الأنشطة اليومية مثل السَّفر والطبخ والعمل والذهاب إلى المدرسة. وتشمل الاختبارات التي يجريها طبيب العيون استخدام الإضاءة والعدسات المكبّرة والمصوّرات الخاصة التي تفيد في اختبار كفاءة الرؤية وتحديد العُمق البصري ومجال الرؤية.

    هل يمكن علاج ضعف الرؤية؟

    يمكن علاج بعض الاضطرابات البصرية مثل اعتلال الشبكية الناجم عن السكري، وذلك من أجل استرداد القدرة على الرؤية والمحافظة عليها. وعند تَعَذُّر ذلك، يصبح ضعف الرؤية دائم. على الرغم من ذلك، يفيد العديد من الأشخاص الذين يعانون من ضعف الرؤية استخدام الوسائل البصرية المساعدة التالية:

  • النظارات التلسكوبية.
  • العدسات المرشّحة للضوء.
  • النظارات المكبّرة.
  • العدسات اليدوية المكبّرة.
  • الدائرة التلفزيونية المغلقة.
  • النظارات المنشورية للقراءة.
  • وفي بعض الحالات قد يكون مريض التهاب الشبكية الصباغي الذين يعاني من تضاؤل كبير في الرؤية مؤهلًا للخضوع لجراحة زرع الشبكية البديلة التي تعرف تجاريًا ب "آرغوس تو"، إذ قد تفيد الشبكية البديلة في استعادة المريض للرؤية الجزئية بعد أن فقدها، كما تتيح للمريض في بعض الحالات التنقل وتمييز مداخل الأبنية والأرصفة بدون مساعدة وتمييز الوان الملابس الفاتحة والداكنة عند غسل الملابس أو حتى قراءة الحروف الكبيرة.

    علاوة على ذلك، تفيد الوسائل المساعدة غير البصرية الشخص الذي يعاني من ضعف الرؤية إلى حدٍ كبير، ومنها:

  • البرامج الإلكترونية لقراءة النصوص.
  • إرشادات المعاينة والتدقيق.
  • ساعات الحائط وساعات اليد عالية التباين.
  • ساعات اليد وساعات الحائط الناطقة.
  • المنشورات المطبوعة بخط كبير.
  • ساعات الحائط والهواتف وساعات اليد ذات الأرقام الكبيرة.
  • وتجدر الإشارة إلى أنّ الوسائل البصرية المساعدة من شأنها أن تُحسّن النَّظر وبالتالي نوعية الحياة للكثير من الأشخاص. ويمكن للطبيب إرشاد المريض إلى أماكن بيع هذه الوسائل.

    هل يمكن الوقاية من ضعف الرؤية؟

    يمكن وقاية مريض السكري من ضعف الرؤية، كما يمكن معالجة بعض مرضى الضمور البقعي والمياه الزرقاء لتجنب تفاقم ضعف الرؤية.

    العمى الليلي



    ما هو العمى الليلي؟

    يعرف العمى أو العشى الليلي بأنه ضعف الرؤية في الليل أو عندما تكون الإضاءة خفيفة، وهو ليس مرضًا بحدّ ذاته وإنما عرض يُشير إلى مشكلةٍ كامنة في شبكية العين في أغلب الأحيان. ومن الشائع أن يواجه الشخص المصاب بقصر النظر (حَسر النظر) صعوبةً في الرؤية الليلية إلا أنها لا تنجم عن علةٍ في شبكية العين بقدر ما تكون مشكلة بصرية.

    ما أسباب العمى الليلي؟

    :يُعزى العمى الليلي إلى عدة أسباب منها الآتي

  • الإصابة بقصر النظر.
  • أدوية الزَرَق التي تؤدّي إلى تضيُّق الحدقة (بؤبؤ العين).
  • الإصابة بإعتام عدسة العين المعروف أيضًا بالساد.
  • الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي.
  • نقص فيتامين "أ".
  • ولغرض تحديد سبب العمى الليلي يقوم طبيب العيون بإجراء فحصٍ عام للعين وقد يوصي بإجراء عددٍ من الفحوصات المتخصصة أيضًا.

    كيف تتم معالجة العمى الليلي؟

    تعتمد معالجة العمى الليلي على أسبابه التي قد تكون بسيطة وبالتالي تقتصر المعالجة على توصيف نظاراتٍ طبية جديدة أو استبدال أدوية الزَرَق. أمَّا إذا كان سبب العمى الليلي إصابة المريض بإعتام عدسة العين فقد تستدعي المعالجة تدخّلًا جراحيًا.

    وفي حال الكشف عن الإصابة بأحد أمراض شبكية العين تعتمد طريقة المُعالجة في حينها على نوع المرض وتستلزم إجراء فحوص إضافية على يد طبيبٍ متخصص بأمراض شبكية العين.

    العينان وطول النظر الشيخوخي



    يعدّ طول النظر الشيخوخي جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية للعين ومن الممكن تصحيحه بسهولة.

    ويعرف طول النظر الشيخوخي تقنيًا بأنه فقدان قدرة العين على تغيير بؤرتها لرؤية الأشياء القريبة منها. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يعدّ من الأمراض، إذ يتصف بأنه حالة طبيعية كالتجاعيد تُصيب الجميع في مرحلة ما من حياتهم. وبوجه عام يبدأ ظهور طول النظر الشيخوخي ببلوغ سن الأربعين عامًا تقريبًا.

    من جهة ثانية يتم الخلط بين طول النظر الشيخوخي وبُعْد النظر مع أن الاثنين مختلفان، إذ يحصل طول النظر الشيخوخي عندما تفقد عدسة العين مرونتها، بينما يحدث بُعْد النظر نتيجة لشكل مقلة العين مما يسبب انعطاف أشعة الضوء بطريقة خاطئة عندما تدخل العين.

    ما هي أعراض طول النظر الشيخوخي؟

    تشمل أعراض طول النظر الشيخوخي ما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية عند مسافة القراءة العادية.
  • الحاجة لإمساك مادة القراءة على بعد ذراع.
  • نوبات الصداع عند النظر إلى الأشياء القريبة.
  • إجهاد العين.
  • كيف يتم تشخيص طول النظر الشيخوخي؟

    يمكن لطبيب العيون تشخيص الإصابة بطول النظر الشيخوخي من خلال إجراء فحص شامل للعين.

    كيف تتم معالجة طول النظر الشيخوخي؟

    تتعذر معالجة طول النظر الشيخوخي، إلا أنه يمكن للمريض استعمال النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو نظارات القراءة أو عدسات الإضافة المتدرجة أو النظارات الثنائية البؤرة لتصحيح تأثيرات طول النظر الشيخوخي.

    وكثيرًا ما يتم وصف النظارات ثنائية البؤرة لعلاج طول النظر الشيخوخي، وتعرف باحتوائها وصفتين مختلفتين في عدسة واحدة، حيث يحتوي الجزء الرئيسي من العدسة وصفة خاصة بقِصَر النظر أو ببعد النظر، بينما يضم الجزء السفلي وصفة أقوى لتمكين المريض من رؤية الأشياء القريبة.

    وتشبه عدسات الإضافة المتدرجة العدسات ثنائية البؤرة لكنها تتميز بتنقل أكثر تدرجًا بين الوصفتين.

    علاوةً على ذلك، تتضمن العدسات اللاصقة المستعملة لمعالجة طول النظر الشيخوخي عدسات متعددة البؤرة على شكل عدسات لاصقة نفاذة للغاز أو عدسات أحادية الرؤية، حيث يتم وضع عدسة على إحدى العينين تساعد في رؤية الأشياء البعيدة بينما يوضع على العين الأخرى عدسة تساعد في رؤية الأشياء القريبة.

    والجدير بالذكر أنه بوسع المرضى الذين خضعوا لجراحة معالجة إعتام عدسة العين، أو ما يعرف بالساد، استعمال عدسات جديدة تتم زراعتها بما يوفر تصحيح جزئي لطول النظر الشيخوخي إضافةً إلى تصحيح الرؤية البعيدة.

    حماية البصر عند الأطفال



    هناك العديد من الخطوات الاحترازية التي يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة عيني الطفل ووضوح الرؤية لديه منذ ولادته وحتى سنوات المراهقة.

    وفيما يلي بعض النصائح لمساعدة الطفل على تطوير المهارات البصرية الصحية:

  • وضع دمى الألعاب ضمن مجال تركيز الطفل أي على بعد 20-30 سنتيمترًا.
  • تشجيع الطفل على الزحف، فذلك يساعده على تطوير التناسق بين حركتي اليد والعين.
  • التحدّث إلى الطفل أثناء التجول في الغرفة لتحفيز عينيه على متابعة حركتك.
  • تعليق جسم متحرك فوق سرير الطفل أو بعيدًا عنه.
  • إعطاء الطفل دمى الألعاب التي يمكنه إمساكها والنظر إليها.
  • ينبغي التأكد من متابعة الطفل للأشياء المتحركة بعينيه وتطور التناسق بين حركتي اليد والعين، فإذا تأخر في ذلك، ينبغي التحدث مع طبيب الأطفال.

    حينما يصبح الطفل نشيطًا، يجب متابعة تشجيع مهاراته البصرية من خلال توفير دمى الألعاب المحفزة بصريًا لتحسين مهارات التناسق الحركي بين اليد والعين. ومن الأمثلة الجيدة ما يلي:

  • تركيب المكعبات.
  • ألعاب الألغاز.
  • تشكيل عقود الخَرَز.
  • ألواح ذات فتحات لإدخال أشكال معينة فيها.
  • أدوات الرسم مثل أقلام التلوين الخشبية والطباشير وأقلام الشمع الملونة وأقلام السبّورة (الماركر).
  • طلاء الأصابع.
  • عجينة صلصال لتكوين الأشكال.
  • كيف تتم حماية البصر لدى الأطفال؟

  • تناول الأطعمة الجيدة خلال فترة الحمل بما يحقق الفائدة الصحية لكل من الطفل والأم.
  • تقديم وجبات مغذية ومتوازنة للطفل.
  • تزويد الطفل بألعاب ملائمة لعمره وخالية من الأطراف الحادة.
  • إعطاء الطفل ألعابًا تحفز تطور الرؤية لديه.
  • حماية الطفل من الشمس من خلال الواقي أو العدسات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية، خصوصًا إذا كانت عينا الطفل فاتحتي اللون.
  • تشجيع الطفل على ارتداء العتاد الرياضي الواقي الملائم عند مزاولة الألعاب الرياضية.
  • فحص عيني الطفل بانتظام لدى طبيب العيون.
  • كيف يتم عادة فحص عيني الطفل؟

    لا توجد إرشادات محددة لذلك، لكن ينصح بإجراء فحص تفصيلي من قِبَل طبيب العيون، ويفضل أن يكون طبيب عيون أطفال، خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتكرار ذلك بين عمر 3-4 سنوات. ويتم إجراء فحوص إضافية في حال أظهر الفحص عند طبيب الأطفال وجود حَوَل في العين أو مشاكل في النظر. وكذلك يجب أن يخضع الأطفال الذين لديهم أشقاء أو أقارب يعانون من مشاكل العيون للفحص المبكر وبصورة متكررة من قبل طبيب عيون الأطفال.

    ما الذي يجب فعله في حالات الطوارئ؟

    عندما يدخل شيء ما في عين الطفل ولم تعرف الأم ما هو، أو عند وجود مادة قلوية فيها علمًا بأن ملصقات التعريف لمعظم المنتجات المنزلية تشير إلى وجود المواد القلوية، ينبغي على الأم غسل عيني الطفل بماء دافق لمدة 20 دقيقة على الأقل، كما ينبغي الاتصال وطلب المساعدة الطبية أو إبلاغ المركز المحلي لمكافحة التسمم مع الاستمرار بغسل العين بالماء حتى وصول المساعدة الطبية ما لم ترد تعليمات بخلاف ذلك.

    وينبغي على الأم فحص عين الطفل عند تعرضها لضربة بأداة غير حادة. كما يجب مدببة وطلب العناية الطبية الفورية عند حصول نزيف أو في حال تعذر فتح جفني عين الطفل وملاحظة الحدقتين. وينبغي الاستعانة بالطبيب عند استمرار شعور الطفل بالألم ومواصلة حك العين المصابة أو الشكوى من ضبابية الرؤية أو ازدواجها. في غضون ذلك ينبغي تغطية عين الطفل المصابة بكمّادة باردة لمدة 15 دقيقة كل ساعة تقريبًا. وفي حال استعمال كمادة الثلج يجب لفّها بقماش رطب لمنع تضرر العين بسبب البرودة الشديدة.

    وعند إصابة عين الطفل بأداة حادة، يجب تغطيتها بحجاب واقٍ، ويمكن استعمال الجزء السفلي من الكوب البلاستيكي أو الورقي وطلب العناية الطبية، مع الانتباه دومًا إلى عدم الضغط على جفني العين. وفي حال استمرار وجود الجسم الحاد في عين الطفل، يُرجى عدم إزالته والاستمرار في تغطية العين والاتصال برقم هاتف الطوارئ 999.

    اشترك في النشرة الإخبارية

    احصل على الأخبار الصحية والحلول لمشكلتك من خبرائنا

    إحجز موعد

    Top